فقر الدم: مرض دائم أم قابل للعلاج؟

 

ما هو فقر الدم؟

وفقا لمقال نشر في مجلة (The lancet) يعاني حوالي ثلث سكان العالم من شكل من أشكال فقر الدم، يحدث فقر الدم عندما يكون عدد خلايا الدم الحمراء السليمة في الجسم التي تحمل الأكسجين إلى أعضاء وأنسجة الجسم منخفضا جدا.

يتم إنتاج خلايا الدم الحمراء في نخاع العظام ويبلغ متوسط عمرها من 100 إلى 120 يوما. في المتوسط، ينتج نخاع العظم مليوني خلية دم حمراء كل ثانية بينما يتم إزالة نفس العدد تقريبا من الدورة الدموية. يتم إزالة حوالي 1% من خلايا الدم الحمراء يتم إزالتها من الدورة الدموية واستبدالها كل يوم. 

يمكن لأي خلل يؤثر بشكل سلبي على هذا التوازن بين إنتاج خلايا الدم الحمراء وتدميرها أن تسبب فقر الدم، حيث تنقسم أسباب فقر الدم إلى أسباب تقلل من إنتاج خلايا الدم الحمراء وأخرى تزيد من تدميرها أو فقدانها.

ما هي أعراض فقر الدم؟ 

يمثل التعب أكثر أعراض فقر الدم شيوعًا، وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى:

• الدوخة أو الدوار.
• دقات قلب سريعة أو غير عادية
• صداع الرأس.
• مشاكل النمو لدى الأطفال والمراهقين.
• ضيق في التنفس.
• جلد شاحب أو أصفر.
• برودة اليدين والقدمين.

أنواع فقر الدم

يمكن أن تساهم مجموعة متنوعة من العوامل في انخفاض مستويات الحديد في الجسم ، بما في ذلك:

• فقر الدم الناجم عن نقص الحديد

يعتبر أكثر أنواع فقر الدم شيوعا، ويحدث عندما لا يحصل الجسم على ما يكفي من الحديد، لا تظهر أي أعراض على العديد من الأشخاص المصابين بفقر الدم الناجم عن نقص الحديد الخفيف أو المعتدل، وغالبا ما يتم اكتشافه أثناء اختبارات الدم الروتينية، ويحدث نتيجة: 

• الحصول على أقل من الكمية اليومية الموصى بها من الحديد في النظام الغذائي.
• وجود حالة صحية تمنع من الامتصاص الكافي للحديد، مثل الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية.

اقرأ أيضا: هل حقا يمنع الشاي الجسم من امتصاص الحديد؟

• فقر الدم الناجم عن نقص الفيتامينات

• نقص حمض الفوليك

عادة ما يحدث هذا النقص نتيجة قلة المدخول الغذائي لهذه العناصر الغذائية. بالإضافة إلى الأعراض العامة لفقر الدم، تشمل أعراض انخفاض مستوياته:

• وجع في الفم واللسان.
• تغير لون البشرة أو الشعر أو الأظافر.

• نقص فيتامين ب 12

غالبا ما يفتقر الأفراد المصابون بفقر الدم الخبيث إلى بروتين في المعدة يساعد الجسم على امتصاص فيتامين ب 12 من نظامك الغذائي، أو عندما تواجه الأمعاء الدقيقة أيضا مشكلة في امتصاص فيتامين ب 12، وتشمل الأعراض الأكثر تحديدا لنقص فيتامين ب 12:

1. خدر ووخز في اليدين أو القدمين.
2. ضعف العضلات.
3. لسان أحمر كثيف وناعم.
4. اكتئاب.
5. الارتباك ومشاكل على مستوى الذاكرة.

وتشمل أعراض الجهاز الهضمي:

1. حرقة في المعدة.
2. الغثيان أو القيء.
3. النفخ أو الغاز.

• فقر الدم الانحلالي

في فقر الدم الانحلالي، يتم تدمير خلايا الدم الحمراء بشكل أسرع من قدرة الجسم على استبدالها، وذلك نتيجة:

1. نشاط المناعة الذاتية، حيث ينتج الجسم أجساما مضادة تهاجم خلايا الدم الحمراء وتدمرها.
2. الأضرار الجسدية التي تلحق بخلايا الدم الحمراء، مثل استخدام آلة تحويل مجرى القلب والرئة أو صمامات القلب الاصطناعية.
3. الآثار الجانبية للأدوية.
4. ارتفاع ضغط الدم الشديد.
5. السموم التي تنتجها أمراض الكلي أو الكبد المتقدمة.

بالإضافة إلى أعراض فقر الدم العامة، تتضمن بعض الأعراض الإضافية الأكثر تحديدًا لفقر الدم الانحلالي ما يلي:

1. اليرقان.
2. تضخم الطحال.
3. آلام الظهر أو أعلى البطن.

• فقر الدم اللاتنسجي

يحدث فقر الدم اللاتنسجي عندما لا ينتج نخاع العظام ما يكفي من خلايا الدم الحمراء. إنه ناتج عن تلف الخلايا الجذعية في نخاع العظام والتي عادة ما تتطور إلى خلايا الدم الحمراء. بسبب هذا الضرر، يتم إنتاج عدد أقل من خلايا الدم الحمراء. ويحدث بشكل شائع بسبب:

1. نشاط المناعة الذاتية، حيث يهاجم جهازك المناعي الخلايا الجذعية في نخاع العظام. 
2. الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
3. التعرض للسموم. 

• فقر الدم المنجلي

يتسبب في تشكيل كرات الدم الحمراء مثل الهلال، تتفكك بسرعة أكبر من كرات الدم الحمراء السليمة أو تستقر في الأوعية الدموية الصغيرة، وهو ما يمكن أن يقلل من مستويات الأكسجين. اقرأ المزيد حول: فقر الدم المنجلي.. طفرة جينية وراثية بأعراض وخيمة!

• فقر الدم الناجم عن التهاب أو مرض مزمن

يحدث فقر الدم الناجم عن الالتهابات أو الأمراض المزمنة بسبب الظروف الصحية الأساسية التي تسبب التهابا في الجسم. ويُعتقد أن تأثيرات هذا الالتهاب قد تغير طريقة عمل الجسم، إذ يمكن للمصابين بهذا النوع من فقر الدم أن يكون لديهم:

1. مستويات منخفضة من الحديد في الدم، رغم وجود كمية كبيرة من الحديد المخزن.
2. كميات أقل من الإريثروبويتين، وهو هرمون يُنتَج في الكلي ويحفز إنتاج خلايا الدم الحمراء.
3. نخاع عظمي لا يستجيب جيدا للإريثروبويتين.

يمكن للعديد من الحالات الصحية المختلفة أن تسبب فقر الدم الناجم عن الالتهاب أو المرض المزمن، من ذلك: 

1. السرطان.
2. أمراض المناعة الذاتية.
3. فشل كلوي مزمن.
4. داء الأمعاء الالتهابي، بما في ذلك التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.

إليك أنواع سرطان الدم الأكثر شيوعا وكيفية تشخيصها!

• انخفاض عدد كرات الدم الحمراء أو ضعفها

ينتج النخاع الخلايا الجذعية التي تتطور إلى كرات الدم الحمراء وخلايا الدم البيضاء والصفائح الدموية. يمكن أن تؤثر العديد من الأمراض على نخاع العظام، بما في ذلك اللوكيميا، الذي يؤدي إلى إنتاج خلايا دم بيضاء مفرطة وغير طبيعية، مما يعطل إنتاج كرات الدم الحمراء.

كيف تعالج فقر الدم؟

يعتمد علاج فقر الدم على النوع المسبب له، وتشمل العلاجات:

• فقر الدم اللاتنسجي، قد يحتاج معه إلى الأدوية أو عمليات نقل الدم أو زرع نخاع العظم للحصول على الخلايا الجذعية من المتبرع.
• فقر الدم الانحلالي، ويحتاج معه الأدوية المثبطة للمناعة، وعلاجات العدوى.
• فقدان الدم الناتج عن نقص الحديد، يمكن أن تساعد مكملات الحديد والتغييرات الغذائية في علاجه، وعند الحاجة، سيحدد الطبيب ويعالج سبب فقدان الدم المفرط.
• نقص فيتامين ب 12 أو نقص حمض الفوليك، يتم معهما وصف المكملات الغذائية لكل فيتامين.
• فقر الدم الناجم عن مرض مزمن: سيعمل الطبيب على علاج المرض المزمن المسبب لفقر الدم.

من الممكن منع فقر الدم أو التحكم فيه عن طريق إجراء تغييرات غذائية فقط، لكن، هناك أنواع أخرى من فقر الدم قد تدوم وأخرى قد تكون مهددة للحياة إذا لم تعالج. لذلك، إذا شعرت بالضعف والتعب المستمر، فمن الضروري التحدث مع الطبيب لتشخيص السبب وعلاجه.